Skip to content

Commit 2f04e2d

Browse files
committed
feat(timeline): Add events from 616–620 CE
1 parent 729deff commit 2f04e2d

33 files changed

+1545
-0
lines changed

content/timeline/ar/616-event-1.mdx

Lines changed: 55 additions & 0 deletions
Original file line numberDiff line numberDiff line change
@@ -0,0 +1,55 @@
1+
---
2+
title: "إسلام عمر رضي الله عنه"
3+
date: "ذو الحجة 7 ق هـ / 616 م"
4+
location: "مكة المكرمة"
5+
age: "46"
6+
sources:
7+
- "جامع الترمذي"
8+
- "أهل السير"
9+
year: 616
10+
eventId: 1
11+
---
12+
13+
## دعاء النبي ﷺ وهدف عمر
14+
15+
روى الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
16+
> **"اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب."**
17+
>
18+
> قال: **"وكان أحبهما إليه عمر."**
19+
20+
روى أهل السير أن عمر خرج يومًا **متوشحًا سيفه**، يريد القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم.
21+
22+
---
23+
24+
## مواجهة في الطريق واكتشاف صادم
25+
26+
فلقيه رجل فقال: **"أين تعمد يا عمر؟"**
27+
قال: **"أريد أن أقتل محمدًا."**
28+
قال: **"كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدًا؟"**
29+
فقال له عمر: **"ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي كنت عليه."**
30+
قال: **"أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن أختك وختنك قد صبوا، وتركا دينك الذي أنت عليه."**
31+
32+
فمشى عمر إليهما، وعندهما **خباب بن الأرت**، معه صحيفة فيها: **سورة [طه] يقرئهما إياها**. فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، وسترت فاطمة أخت عمر الصحيفة. وكان قد سمع عمر حين دنا من البيت قراءة خباب إليهما.
33+
34+
---
35+
36+
## شجاعة أخته وفاطمة وإسلامه
37+
38+
فلما دخل عليهما قال: **"ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟"**
39+
فقالا: **"ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا."**
40+
قال: **"فلعلكما قد صبوتما."**
41+
فقال له ختنه: **"يا عمر، أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟"**
42+
43+
فوثب عمر على ختنه **فوطئه وطئًا شديدًا**. فجاءت أخته فرفعته عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدمى وجهها.
44+
فقالت، وهي غضبى: **"يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله."**
45+
46+
فلما يئس عمر، ورأى ما بأخته من الدم **ندم واستحيا**، وقال: **"أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه."**
47+
فقالت أخته: **"إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل."**
48+
49+
فقام فاغتسل، ثم أخذ الكتاب، فقرأ: **"بسم الله الرحمن الرحيم"**
50+
فقال: **"أسماء طيبة طاهرة."**
51+
52+
ثم قرأ **[طه]** حتى انتهى إلى قوله: **﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾**
53+
فقال: **"ما أحسن هذا الكلام وأكرمه؟ دلوني على محمد."**
54+
55+
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم **فأسلم عنده**. ثم خرج المسلمون معه في صفين حتى دخلوا المسجد، فلما رأته قريش أصابتها **كآبة لم تصبها مثلها**.

content/timeline/ar/616-event-2.mdx

Lines changed: 79 additions & 0 deletions
Original file line numberDiff line numberDiff line change
@@ -0,0 +1,79 @@
1+
---
2+
title: "إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه"
3+
date: "6 ق هـ / 616 م"
4+
location: "مكة المكرمة"
5+
age: "47"
6+
sources:
7+
- "السيرة النبوية لابن إسحاق"
8+
year: 616
9+
eventId: 2
10+
---
11+
12+
## تحذير قريش والوقاية من السحر
13+
14+
كانت قريش **تحذر الناس بشدة من الاستماع إلى النبي صلى الله عليه وسلم**. عندما قدم الطفيل بن عمرو الدوسي مكة، وكان رجلاً شريفًا وشاعرًا لبيبًا، قابله رجال من قريش.
15+
16+
> قالوا له: "يا طفيل، إنك قدمت بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا – **اشتد أمره** – وقد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وبين زوجته، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، **فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئًا**."
17+
18+
قال الطفيل:
19+
> "فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئًا ولا أكلمه، حتى **حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفًا – قطنًا – خوفًا من أن يبلغني شيء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه**."
20+
21+
---
22+
23+
## استماع القدر ونور الحق
24+
25+
ومع هذا التحرز، شاء الله أن يستمع الطفيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
26+
> "فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة. قال: فقمت منه قريبًا، **فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله**. قال: فسمعت كلامًا حسنًا."
27+
28+
هنا بدأت نفسه تلومه، فقد كان رجلاً عاقلاً ذو بصيرة:
29+
> "فقلت في نفسي: وا ثكل أمي، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح، **فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته**."
30+
31+
فمكث الطفيل حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعه.
32+
33+
---
34+
35+
## عرض الإسلام ومعجزة النور
36+
37+
حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته، دخل الطفيل عليه فقال:
38+
> "يا محمد، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا، للذي قالوا؛ فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم **أبى الله إلا أن يسمعني قولك، فسمعته قولًا حسنًا، فاعرض علي أمرك**."
39+
40+
قال الطفيل:
41+
> "فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، وتلا علي القرآن، **فلا والله ما سمعت قولًا قط أحسن منه، ولا أمرًا أعدل منه**. فأسلمت وشهدت شهادة الحق."
42+
43+
بعد إسلامه، طلب الطفيل آية تكون له عونًا في دعوة قومه:
44+
> وقال: "يا نبي الله، إني امرؤ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم، وداعيهم إلى الإسلام، **فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونًا عليهم فيما أدعوهم إليه**."
45+
> فقال النبي صلى الله عليه وسلم: **"اللهم اجعل له آية."**
46+
47+
وخرج الطفيل إلى قومه.
48+
> قال: "حتى إذا كنت بثنية – **الفرجة بين الجبلين** – تطلعني على الحاضر – **أي: القوم النازلين على الماء****وقع نور بين عيني مثل المصباح**، فقلت: اللهم في غير وجهي، إني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم. قال: **فتحول فوقع في رأس سوطي**."
49+
50+
وأصبح هذا النور آية ظاهرة لقومه:
51+
> قال: "فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق، وأنا أهبط إليهم من الثنية، قال: حتى جئتهم فأصبحت فيهم."
52+
53+
---
54+
55+
## إسلام أبيه وزوجته ودعوة قومه
56+
57+
عند وصوله، كان أول من أسلم على يديه والده وزوجته:
58+
> فلما نزلتُ أتاني أبي، وكان شيخًا كبيرًا، قال: فقلت: "إليك عني يا أبت، فلست منك ولست مني."
59+
> قال: "ولم يا بني؟"
60+
> قال: قلت: **"أسلمت وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم."**
61+
> قال: "أي بني، **فديني دينك**."
62+
> قال: فقلت: "فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت."
63+
> فذهب فاغتسل، وطهر ثيابه، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام، **فأسلم**.
64+
65+
ثم جاءت زوجته:
66+
> "ثم أتتني صاحبتي – **زوجتي** – فقلت: إليك عني، فلست منك ولست مني. قالت: لم؟ بأبي أنت وأمي. قلت: قد فرق بيني وبينك الإسلام، وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم. قالت: **فديني دينك**. قلت: فاذهبي فتطهري، فذهبت فاغتسلت، ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام، **فأسلمت**."
67+
68+
ثم دعا قومه دوسًا إلى الإسلام، لكنهم أبطأوا عليه.
69+
> قال: "ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فقلت له: يا نبي الله، إنه قد غلبني على دوس الزنا – **لهو مع شغل القلب والبصر** – فادع الله عليهم."
70+
> فقال: **"اللهم اهد دوسًا، ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم."**
71+
72+
وظل الطفيل يدعوهم:
73+
> قال: "فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام، حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس، ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين."
74+
75+
---
76+
77+
## استشهاده في سبيل الله
78+
79+
ثم لم يزل رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة، وكان معه بالمدينة حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم. فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين، فسار معهم حتى فرغوا من **طليحة**، ومن أرض **نجد كلها**. ثم سار مع المسلمين إلى **اليمامة**، **واستشهد فيها**.

content/timeline/ar/616-event-3.mdx

Lines changed: 44 additions & 0 deletions
Original file line numberDiff line numberDiff line change
@@ -0,0 +1,44 @@
1+
---
2+
title: "حصار قريش للمسلمين في شعب أبي طالب"
3+
date: "محرم 6 ق هـ / 616 م"
4+
location: "شعب أبي طالب، مكة المكرمة"
5+
age: "47"
6+
sources:
7+
- "صحيح البخاري"
8+
- "السيرة النبوية لابن إسحاق"
9+
year: 616
10+
eventId: 3
11+
---
12+
13+
## مؤامرة قريش وحماية بني عبد المطلب
14+
15+
لما عزمت قريش على **قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم**، أجمع بنو عبد المطلب أمرهم على أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ويحموه فيه.
16+
17+
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم من الغد يوم النحر، وهو بمنى:
18+
> **"نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة؛ حيث تقاسموا على الكفر"** يعني ذلك المحصب.
19+
20+
ذلك أن **قريشًا وكنانة**، تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب، أو بني المطلب:
21+
> **"أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم."**
22+
23+
فدخلوا الشعب جميعًا، مسلمهم وكافرهم.
24+
25+
---
26+
27+
## المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية
28+
29+
أجمع المشركون أمرهم على:
30+
* **ألا يجالسوهم.**
31+
* **ولا يخالطوهم.**
32+
* **ولا يبايعوهم.**
33+
* **ولا يدخلوا بيوتهم.**
34+
35+
كل هذا **حتى يسلموا رسول الله للقتل**. وقد كتبوا في ذلك **صحيفة (وثيقة)**.
36+
37+
---
38+
39+
## شدة الحصار ونهاية المقاطعة
40+
41+
لبث بنو هاشم في شعبهم **ثلاث سنين**.
42+
> واشتد عليهم **البلاء والجهد والجوع**.
43+
44+
فلما كان رأس ثلاث سنين، تلاوم رجال من قريش على ما حدث وأجمعوا على **نقض الصحيفة**. وهكذا **انتهت المقاطعة**.

content/timeline/ar/619-event-1.mdx

Lines changed: 93 additions & 0 deletions
Original file line numberDiff line numberDiff line change
@@ -0,0 +1,93 @@
1+
---
2+
title: "نقض قريش لميثاق الصحيفة"
3+
date: "محرم 3 ق هـ / 619 م"
4+
location: "شعب أبي طالب، مكة المكرمة"
5+
age: "49"
6+
sources:
7+
- "السيرة النبوية لابن إسحاق"
8+
year: 619
9+
eventId: 1
10+
---
11+
12+
## إنهاء الحصار الظالم
13+
14+
بعد مرور **عامين أو ثلاثة أعوام من الحصار الظالم** في شعب أبي طالب، نُقضت الصحيفة وفُك الحصار. كان بعض قريش راضيًا بهذا الميثاق والبعض كارهًا له.
15+
16+
---
17+
18+
## جهود نقض الصحيفة
19+
20+
سعى في نقض الصحيفة من كان كارهًا لها، وكان القائم بذلك **هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي**. كان يصل بني هاشم في الشِعب مستخفيًا بالليل بالطعام.
21+
22+
ذهب هشام إلى **زهير بن أبي أمية المخزومي** (وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب) وقال له:
23+
> "يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام، وتشرب الشراب، وأخوالك بحيث تعلم؟"
24+
>
25+
> فقال زهير: "ويحك، فما أصنع وأنا رجل واحد؟ أما والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها."
26+
>
27+
> قال هشام: "قد وجدت رجلًا."
28+
>
29+
> قال زهير: "فمن هو؟"
30+
>
31+
> قال: "أنا."
32+
33+
قال له زهير: **"ابغنا رجلًا ثالثًا."**
34+
35+
فذهب هشام إلى **المطعم بن عدي**، فذكره أرحام بني هاشم وبني المطلب (ابني عبد مناف)، ولامه على موافقته لقريش على هذا الظلم.
36+
> فقال المطعم: "ويحك، ماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد."
37+
>
38+
> قال هشام: "قد وجدت ثانيًا."
39+
>
40+
> قال: "من هو؟"
41+
>
42+
> قال: "أنا."
43+
>
44+
> قال: "ابغنا ثالثًا."
45+
>
46+
> قال: "قد فعلت."
47+
>
48+
> قال: "من هو؟"
49+
>
50+
> قال: "زهير بن أبي أمية."
51+
>
52+
> قال: "ابغنا رابعًا."
53+
54+
فذهب إلى **أبي البختري بن هشام**، فقال له نحوًا مما قال للمطعم.
55+
> فقال: "وهل من أحد يعين على هذا؟"
56+
>
57+
> قال هشام: "نعم."
58+
>
59+
> قال: "من هو؟"
60+
>
61+
> قال: "زهير بن أبي أمية، والمطعم بن عدي، وأنا معك."
62+
>
63+
> قال: "ابغنا خامسًا."
64+
65+
فذهب إلى **زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد**، فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم.
66+
> فقال له: "وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد؟"
67+
>
68+
> قال هشام: "نعم." ثم سمى له القوم.
69+
70+
فاجتمعوا عند الحجون، وتعاقدوا على القيام بنقض الصحيفة. وقال زهير: **"أنا أبدأكم فأكون أول من يتكلم."**
71+
72+
---
73+
74+
## مواجهة في المسجد ونقض الصحيفة
75+
76+
فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير عليه حلة، فطاف بالبيت سبعًا، ثم أقبل على الناس فقال:
77+
> **"يا أهل مكة، أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يباع ولا يبتاع منهم؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة."**
78+
79+
قال أبو جهل، وكان في ناحية المسجد: **"كذبتَ، والله لا تشق."**
80+
فقال زمعة بن الأسود: **"أنت والله أكذب، ما رضينا كتابتها حيث كتبت."**
81+
قال أبو البختري: **"صدق زمعة، لا نرضى ما كتب فيها، ولا نقر به."**
82+
قال المطعم بن عدي: **"صدقتما، وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها."**
83+
وقال هشام بن عمرو نحوًا من ذلك.
84+
فقال أبو جهل: **"هذا أمر قضي بليل، وتشووِر فيه بغير هذا المكان."**
85+
86+
وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، إنما جاءهم لأن الله كان قد أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على أمر الصحيفة، وأن **الأرضة (الديدان البيضاء)** أكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم **إلا ذكر الله عز وجل**. فأخبر بذلك عمه، فخرج إلى قريش فأخبرهم أن ابن أخيه قد قال كذا وكذا.
87+
> "فإن كان كاذبًا خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقًا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا."
88+
>
89+
> قالوا: "قد أنصفتَ."
90+
91+
وبعد أن دار الكلام بين القوم وبين أبي جهل، قام المطعم إلى الصحيفة ليشُقها، **فوجد الأرضة قد أكلتها إلا (باسمك اللهم)**، وما كان فيها من اسم الله فإنها لم تأكله.
92+
93+
ثم نقض الصحيفة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشِعب. وقد رأى المشركون آية عظيمة من آيات نبوته، ولكنهم كما أخبر الله عنهم: **﴿وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ﴾** أعرضوا عن هذه الآية وازدادوا كفرًا إلى كفرهم.

0 commit comments

Comments
 (0)